عناية التعليم الإسلامي بمبادئ التعلم النشط
الرسول صلى الله عليه وسلم هو معلم الأمة الأول، ومربيها الأمثل الذي
أخرج جيلا ربانيا عمّر آخرته ودنياه، قال تعالى: "كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ
رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ"
(البقرة: 151)، وقال صلى الله عليه وسلم: "... إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْنِي
مُعَنِّتًا وَلاَ مُتَعَنِّتًا وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا"صحيح مسلم .
ولا شك أن أهم خصائص منهجه التعليمي -عليه
الصلاة والسلام- كونه منهج رباني، قال تعالى:" وَأَنْزَلَ
اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ
وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا" (النساء:113).
وقد
اقتدى المسلمون بالمنهج النبوي، فكان منهم المعلمون المربون الذين أبدعوا فكرا
تربويا خلاقا، يراعي معطيات عصرهم مع استناده إلى مبادئ دينهم.
ونظرا لتنوع أساليب التعليم والتعلم في القرآن والسنة، فإن معظم
نظريات التعلم الحديثة لها أساس فيهما بغض النظر عن المصطلحات، ولا يعني هذا أن
تطوع النصوص لتتوافق مع هذه النظريات، بل لا بد أن يحفزنا ذلك إلى تدبر القرآن
والسنة لنستخرج ما فيهما من أساليب تربوية غفلنا عنها، وسبقنا الآخرون إلى
اكتشافها عن طريق التجربة وإعمال العقل.
والتعلم
النشط - من حيث الفكرة دون المصطلح - يبدو واضحا لمن يتأمل أساليب التعليم في
القرآن والسنة، لذلك ستتناول الباحثة في هذا المحور اهتمام التعليم الإسلامي
بمبادئ التعلم النشط التالية (سعادة وآخرون، 2006، ص47)، (بدير، 2008، ص37)، (بدوي،
2009، ص161-162):
المعرفة
السابقة للمتعلم، التفاعل الإيجابي، التعاون، الممارسة والتطبيق، التعزيز والتغذية
الراجعة، وذلك من خلال استعراض بعض الأمثلة من القرآن والسنة وأقوال بعض أئمة
الفكر التربوي الإسلامي.
المبدأ
الأول- المعرفة السابقة للمتعلم Prior Knowledge
يقوم هذا المبدأ على أن المتعلم يتعلم بصورة أكثر فاعلية عندما يعرف شيئا
عن محتوى ما يتعلمه، وعندما تكون المفاهيم في هذا المحتوى ذات معنى بالنسبة له،
ولها علاقة بخلفيته المعرفية وثقافته(Presseisen,1995)
.
وترى الباحثة أن إلمام المعلم بالخبرات السابقة للمتعلمين حول موضوع التعلم، ضروري
لتخطيط وتنفيذ مواقف تعليمية وتعلمية توظف هذه الخبرات لبناء وتوضيح المعرفة
الجديدة، أو تصحيح مفاهيم خاطئة، أو إكمال معلومات ناقصة.
وفيما
يلي أمثلة تدل على الاهتمام بهذا المبدأ من القرآن والسنة:
- ضرْب
الأمثال الذي اهتم به القرآن الكريم في مواضع كثيرة، إضافة إلى أن فيه تمثيل حسي
للمفهوم المجرد، فهو أيضا يربط المعنى المراد تعلمه بما لدى المتعلم من معرفة
سابقة، ومن ذلك قوله تعالى: "وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا
الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى
إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"(فصلت:39) فقدرة الله تعالى على إحياء الأرض
بالمطر خبرة سابقة لدى المتلقي، وقد استخدمت هذه الخبرة في تقريب المعرفة الجديدة
وهي قدرة الله على إحياء الموتى.
- أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أسقف نجران
بقوله:" باسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، من محمد رسول الله إلى أسقف نجران
أسلم أنتم؟ فإني أحمد إليكم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب..." فلم يبدأها ببسم
الله الرحمن الرحيم التي كان يبدأ بها كتبه، وكان مغزاه صلى الله عليه وسلم أن
يرجع بهم إلى أصول ديانتهم وأنهم تبع لإبراهيم وإسحاق ويعقوب الذين يؤمن بهم،
ويلفت أنظارهم إلى وعد الله لإبراهيم بأن نبيا من نسل إسماعيل سيخرج، كما لفت
أنظارهم في كتاب الصلح الذي تم بعد ذلك بينه وبينهم بقوله:" هذا كتاب محمد النبي
الأمي.." لأن كلمة الأمي معروفة عندهم في كتبهم (العاني،1420،ص29).
- عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ" قَالُوا
الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: "إِنَّ
الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ ، وَصِيَامٍ،
وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا،
وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا
مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ
أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ" صحيح مسلم . في هذا المثال استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم السؤال ليستحضروا
ما لديهم من معرفة سابقة عن مفهوم الإفلاس، وليبين لهم المعنى الحقيقي له بناء على
المفهوم المتعارف بينهم، وهذا أبلغ في توضيح المعنى من التحذير المباشر من
الاعتداء على الآخرين.
المبدأ الثاني- التفاعل الإيجابي Positive Interaction
يقوم
هذا المبدأ على أن معدل التعلم يزداد بزيادة اندماج المتعلم في النشاط التعليمي
وبذله لجهد عقلي وبدني لبناء المعرفة في ذهنه، وإعمال عقله في فهم المادة العلمية
وحل المشكلات (غازي،2004) (عبدالوهاب،2005). ويتضح مفهوم هذا المبدأ في مثل قوله
صلى الله عليه وسلم: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ،
وَالْفِقْهُ بِالتَّفَقُّهِ، وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي
الدِّينِ، وَإِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" المعجم الكبير للطبراني، فهذا الحديث فيه حث على طلب العلم، كما يدل على
أن المتعلم لا يمكنه الحصول عليه إلا ببذل الجهد، حيث يشير بازمول (1432) إلى أن
(التعلّم) من باب "تفعّل" وهو يكون للتكلف غالباً، والمقصود: أن معنى تعلّم فيه معنى التكلف في
طلب الشيء، وفيه معنى القصد والتوجه إليه، وفيه معنى التدرج في حصول الشيء.
وهناك عدة أساليب استخدمت في المنهج
القرآني والنبوي لتشجيع التفاعل الإيجابي لدى المتعلم ومنها:
- الدعوة للتفكر والتأمل
وتشمل
هذه الدعوة التفكر في آيات الوحي وآيات الخلق للوصول إلى الحق والعمل به، كقوله
تعالى مبينا الحكمة من إنزال القرآن: " كِتَابٌ
أَنْـزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ
أُولُو الأَلْبَابِ" (ص:29) فالتدبر كما يعرفه ابن عاشور في تفسيره التحرير
والتنوير هو:( التفكر والتأمل الذي يبلغ به صاحبه معرفة المراد من المعاني، وإنما
يكون ذلك في كلام قليل اللفظ كثير المعاني التي أودعت فيه بحيث كلما ازداد المتدبر
تدبرا انكشف له معان لم تكن بادية له بادئ النظر). كما طلب الله عز وجل منا التفكر
والتدبر في مخلوقاته، ومن ذلك قوله تعالى:" وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ
لِلْمُوقِنِينَ. وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ" (الذاريات:20-21)،
وترك للمسلم حرية التفكير بحيث يصل إلى الحقيقة بنفسه، فهو يبحث وينقب ويجرب
ويستنتج ويتحقق مما يستنتج والكل في إطار التوحيد وعدم الإضرار بأحد، ومن هنا كان
الاجتهاد والقياس مصدران هامان من مصادر التشريع، وفيهما يقوم العقل البشري بنشاط
كبير (الكبيسي،1430،ص31).
- طرح الأسئلة والمناقشة والحوار
جعل
القرآن الكريم السؤال وسيلة للتعلم، قال تعالى: "فأسالوا أَهْلَ الذِّكْرِ
إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ"(الأنبياء:7).
وكان عليه الصلاة والسلام يدفع أصحابه للسؤال
بإثارة استغرابهم من عبارة يذكرها، كقوله صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ
أَبَى، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي
دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى" صحيح البخاري.
وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يَقُولُ:
(أَلا رَجُلٌ يَسْأَلُ، فَيَنْتَفِعُ وَيَنْتَفِعُ جُلَسَاؤُهُ؟)
جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر
وأورد البخاري في صحيحه" باب من سمع شيئا
فراجع حتى يعرفه" وأخرج فيه "أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ لَا تَسْمَعُ شَيْئًا لَا تَعْرِفُهُ إِلَّا
رَاجَعَتْ فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَهُ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قَالَ: مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ أَوَلَيْسَ
يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: "فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا
يَسِيرًا"، قَالَتْ: فَقَالَ: إِنَّمَا ذَلِكِ الْعَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ
نُوقِشَ الْحِسَابَ يَهْلِكْ" صحيح
البخاري.
أما أسلوب الحوار فكثيرا ما ورد في القرآن والسنة في
أحوال وقضايا متنوعة ومع فئات مختلفة، وتكتفي الباحثة بمثال من السنة يبين اهتمام
الإسلام بالحوار كأسلوب حكيم للوصول إلى الحق عن اقتناع عقلي وارتياح نفسي، فعن
أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يَا
رَسُولَ اللهِ، إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ وَإِنِّي
أَنْكَرْتُهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟"، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " مَا
أَلْوَانُهَا؟" قَالَ: حُمْرٌ، قَالَ: " فَهَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ ؟
" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:" فَأَنَّى هُوَ" قَالَ: لَعَلَّهُ يَا رَسُولَ اللهِ ،
يَكُونُ نَزَعَهُ عِرْقٌ لَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " وَهَذَا لَعَلَّهُ يَكُونُ نَزَعَهُ عِرْقٌ لَهُ" صحيح مسلم
-
التحفيز
ويقوم على توضيح الرؤية البعيدة والاقتناع بها،
وتوضيح الهدف والمساعدة في فهمه وتشكيله (البسيط،2009)، ومن ذلك ما روي عن زيد بن
ثابت: (أُتِي بي النبي صلى الله عليه وسلم عند مقدمه المدينة فقالوا: يا رسول الله
هذا غلام بني النجار وقد قرأ مما أُنزل عليك سبع عشرة سورة، فقرأتُ على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأعجبه ذلك وقال: "يا زيد تعلم لي كتاب يهود فإني والله
ما آمنهم على كتابي"، فما مضى لي نصف شهر حتى حذقتُه، وكنت أكتب لرسول
الله إذا كتب إليهم، وأقرأ له كتبهم) سير أعلام النبلاء للذهبي
-
مراعاة الفروق الفردية
أقر القرآن الكريم الفروق الفردية في مثل قوله
تعالى:" وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي
مَا آتَاكُمْ" (الأنعام:165)، وعليه تعددت أساليب التعليم وتنوعت لإفساح
المجال لكل متعلم أن يتعلم حسب استعداداته ورغباته (الكبيسي،1430،ص106).
وترى الباحثة أن مراعاة اختلاف أفهام البشر
وطبائعهم سبب لتنوع طرق عرض الأفكار والقضايا في القرآن، فمثلا قضية البعث استخدم
في إثباتها عدة أساليب، كأسلوب القصة وضرب الأمثال والحوار والترغيب والترهيب، كما
يلاحظ ذلك في تنوع وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم وأجوبته لذات الأسئلة من أشخاص
مختلفين.
-
القصة
احتلت
القصة جانبا كبيرا من توجيهات القرآن الكريم، لتسهم في تأسيس قواعد الإسلام وتوضيح
مبادئه، ولأخذ العبرة والدروس، ورفد معلومات لم تكن معروفة في حياة الناس وسلوكهم،
، كما كان للقصة في السنة النبوية دور كبير، حيث أدرك عليه الصلاة والسلام الميل
الفطري إلى القصة وما له من تأثير على المتعلمين، ليرتقي بعقولهم ومداركهم إلى
الصورة المثالية (الكبيسي،1430،ص64،70). ومن الآيات الدالة على اهتمام الإسلام
بالقصة كأسلوب للتعلم:
- قوله تعالى: "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي
الْأَلْبَابِ" (يوسف: 111) يذكر الأندلسي في تفسيره المحيط الكبير أن العبرة
هي (الدلالة التي يعبر بها عن العلم) ويرى أنه (إنما خص أولو الألباب لأنهم هم
الذين ينتفعون بالعبر، ومن له لب وأجاد النظر، ورأى ما فيها من امتحان ولطف
وإحسان، علم أنه أمر من الله تعالى).
- وقوله تعالى: "فَاقْصُصِ الْقَصَصَ
لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" (الأعراف:176) يقول ابن عاشور في تفسير هذه
الآية: "وهذا تذييل للقصة الممثل بها يشملها وغيرها من القصص التي في القرآن،
فإن في القصص تفكرا وموعظة فيرجى منه تفكرهم وموعظتهم، لأن للأمثال واستحضار
النظائر شأنا عظيما في اهتداء النفوس بها وتقريب الأحوال الخفية إلى النفوس
الذاهلة أو المتغافلة..".
-
التشويق
ومن أمثلة ذلك:
- ما روي عن أبي هريرة قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "احْشُدُوا فَإِنِّي سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ, فَحَشَدَ مَنْ حَشَدَ ، ثُمَّ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ بِـ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ, ثُمَّ دَخَلَ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: إِنِّي أَرَى هَذَا خَبَرٌ جَاءَ مِنَ السَّمَاءِ, فَذَاكَ الَّذِي أَدْخَلَهُ، ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللهِ فَقَالَ: إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي أَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، أَلا وَإِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ" صحيح مسلم
- وعن أبي سعيد بن المعلّى قال: كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فَقَالَ: " أَلَمْ يَقُلِ اللهُ اسْتَجِيبُوا لِلهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ"، ثُمَّ قَالَ لِي:" لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ"، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ ، قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَ:" الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ" صحيح البخاري
واستخدم أشياء حقيقية لتثبيت المعنى، كحديث عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ حَرِيرًا فَجَعَلَهُ فِي يَمِينِهِ، وَأَخَذَ ذَهَبًا فَجَعَلَهُ فِي شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ:"إنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي" مسند أحمد
- حديث: " مَا مِنْ قَوْمٍ يَجْتَمِعُونَ فِي
بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقْرَأُونَ وَيَتَعَلَّمُونَ كِتَابَ
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا حَفَّتْ بِهِمْ
الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ.." مسند أحمد
قوله صلى الله عليه وسلم: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ لا يُفَقِّهُونَ جِيرَانَهُمْ وَلا يَعِظُونَهُمْ وَلا يُعَلِّمُونَهُمْ وَلا يَأْمُرُونَهُمْ وَلا يَنْهَوْنَهُمْ" معرفة الصحابة لأبي نعيم
- روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة, وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم, ينزل يوماً وأنزل يوماً, فإذا نزلتُ جئـتُـه بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره, وإذا نزل فعل مثل ذلك) صحيح البخاري
- سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن وقت الصلاة، فكانت إجابته عليه الصلاة والسلام ممارسة وتطبيقا عمليا، حيث قال له: " صَلِّ مَعَنَا هَذَيْنِ يَعْنِي الْيَوْمَيْنِ، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِلَالًا، فَأَذَّنَ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الظُّهْرَ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْمَغْرِبَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْفَجْرَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي، أَمَرَهُ فَأَبْرَدَ بِالظُّهْرِ، فَأَبْرَدَ بِهَا، فَأَنْعَمَ أَنْ يُبْرِدَ بِهَا، وَصَلَّى الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ أَخَّرَهَا فَوْقَ الَّذِي كَانَ، وَصَلَّى الْمَغْرِبَ قَبْلَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ، وَصَلَّى الْعِشَاءَ بَعْدَمَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، وَصَلَّى الْفَجْرَ فَأَسْفَرَ بِهَا، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "وَقْتُ صَلَاتِكُمْ بَيْنَ مَا رَأَيْتُمْ" صحيح مسلم
- عن عُثْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: أَلَا أُرِيكُمْ كَيْفَ كَانَ وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: بَلَى، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَتَمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: وَاعْلَمُوا أَنَّ الْأُذُنَيْنِ مِنَ الرَّأْسِ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ تَحَرَّيْتُ لَكُمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" مسند أحمد
- عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: " يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ ؟ قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:" يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: قُلْتُ: "اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ "، قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ" صحيح مسلم
- مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِياً ارْمُوا وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلَانٍ، قَالَ : فَأَمْسَكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا لَكُمْ لَا تَرْمُونَ، قَالُوا : كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارْمُوا فَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ " صحيح البخاري
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ السَّلَامَ، فَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ، فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ثَلَاثًا، فَقَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ فَمَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ فَعَلِّمْنِي ، قَالَ: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا" صحيح البخاري. يستنتج من هذا الحديث اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بملاحظة أداء أصحابه وتقويمه، كما أنه أتاح الفرصة للمتعلم ليحاول تحسين أدائه بنفسه، حتى شعر بحاجته للمساعدة في ذلك، مما أثار لديه حافز التعلم لتعديل أدائه.
- ما روي عن أبي هريرة قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "احْشُدُوا فَإِنِّي سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ, فَحَشَدَ مَنْ حَشَدَ ، ثُمَّ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ بِـ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ, ثُمَّ دَخَلَ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: إِنِّي أَرَى هَذَا خَبَرٌ جَاءَ مِنَ السَّمَاءِ, فَذَاكَ الَّذِي أَدْخَلَهُ، ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللهِ فَقَالَ: إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي أَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، أَلا وَإِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ" صحيح مسلم
- وعن أبي سعيد بن المعلّى قال: كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فَقَالَ: " أَلَمْ يَقُلِ اللهُ اسْتَجِيبُوا لِلهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ"، ثُمَّ قَالَ لِي:" لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ"، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ ، قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَ:" الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ" صحيح البخاري
-
الاختصار في الإلقاء
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "إِنَّمَا
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ
عَدَّهُ الْعَادُّ لَأَحْصَاهُ" صحيح مسلم . وعن
شقيق أبي وائل قال: (كان عبد الله يذكرنا كل يوم خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد
الرحمن إنا نحب حديثك ونشتهيه ولوددنا أنك حدثتنا كل يوم، فقال: ما يمنعني أن
أحدثكم إلا كراهية أن أملكم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة
في الأيام كراهية السآمة علينا) صحيح مسلم
- إثارة التفكير
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةٌ لا
يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مِثْلُ الْمُسْلِمِ، فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ ؟
" فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ :
وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَاسْتَحْيَيْتُ، ثُمَّ قَالُوا :
حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " هِيَ النَّخْلَةُ " صحيح البخاري
قال النووي (1408، ص42): (وينبغي للمعلم أن يطرح
على أصحابه (المتعلمين) ما يراه من مستفاد المسائل ويختبر بذلك أفهامهم، ويظهر فضل
الفاضل ويثني عليه بذلك؛ ترغيبا له وللباقين في الاشتغال والفكر في العلم، وليتدربوا
بذلك ويعتادوه، ولا يعنف من غلط منهم في كل ذلك إلا أن يرى في تعنيفه مصلحة له).
- استخدام الوسائل التعليمية
ورد في القرآن الكريم نماذج عديدة مما نسميه اليوم بالوسائل
التعليمية، استخدمت لتوضيح القضايا المعروضة وتأكيد المعاني وتقريبها إلى مفاهيم
البشر، ومن ذلك العرض العملي في قوله تعالى: "فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا
يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا
وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ
أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ" (المائدة:31) (الكبيسي،1430،ص177-178).
وفي
قوله تعالى" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى
قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ
أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ
جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ
اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
"
(البقرة:260)، استخدمت التربية القرآنية تقنية عالية وهي جعل المتعلم يقوم بإجراء
التجربة بنفسه، ليرى قدرة الله سبحانه وتعالى على الإحياء (مدني، 2010).
كما استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم في تعليمه
للصحابة أساليب كثيرة يمكن تسميتها وسائل تعليمية، ومن ذلك الرسم التوضيحي في
الحديث الذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال:" خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
خَطًّا مُرَبَّعًا ، وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ ، وَخَطَّ خُطَطًا
صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي
الْوَسَطِ، وَقَالَ: "هَذَا الْإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ،
أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ، وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ، وَهَذِهِ الْخُطَطُ
الصِّغَارُ الْأَعْرَاضُ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا، وَإِنْ
أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا" صحيح البخاري. واستخدم أشياء حقيقية لتثبيت المعنى، كحديث عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ حَرِيرًا فَجَعَلَهُ فِي يَمِينِهِ، وَأَخَذَ ذَهَبًا فَجَعَلَهُ فِي شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ:"إنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي" مسند أحمد
المبدأ الثالث- التعاون Cooperation
ويقوم
هذا المبدأ على أن التعلم يتعزز بصورة أكبر عندما يكون على شكل جماعي، فالتعلم
الجيد كالعمل الجيد الذي يتطلب التشارك والتعاون وليس التنافس والانعزال (عواد
وزامل، 2010، ص19).
ويعتبر التعاون من أهم مبادئ الإسلام، قال تعالى:"
وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى" (المائدة:2)، ولا شك أن التعليم
والتعلم من أجلِّ أنواع البر.
ومن الأمثلة الدالة على اهتمام
التعليم الإسلامي بمبدأ التعاون في طلب العلم وتحصيل المعرفة:
- قوله
تعالى: "قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ
بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا
بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ
عَذَابٍ شَدِيدٍ" (سبأ:46) قال
البغوي في تفسيره:("مثنى" أي: اثنين اثنين "وفرادى" أي:
واحداً واحداً " ثم تتفكروا "
جميعا أي: تجتمعون فتنظرون وتتحاورون وتنفردون، فتفكرون في حال محمد صلى الله عليه
وسلم فتعلموا "ما بصاحبكم من
جنة").
قوله صلى الله عليه وسلم: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ لا يُفَقِّهُونَ جِيرَانَهُمْ وَلا يَعِظُونَهُمْ وَلا يُعَلِّمُونَهُمْ وَلا يَأْمُرُونَهُمْ وَلا يَنْهَوْنَهُمْ" معرفة الصحابة لأبي نعيم
- روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة, وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم, ينزل يوماً وأنزل يوماً, فإذا نزلتُ جئـتُـه بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره, وإذا نزل فعل مثل ذلك) صحيح البخاري
- يذكر
النووي (1408، ص52)
أنه
ينبغي على المتعلم (أن يرشد رفقته وغيرهم من الطلبة إلى مواطن الاشتغال والفائدة،
ويذكر لهم ما استفاده على جهة النصيحة والمذاكرة، وبإرشادهم يبارك له في علمه
ويستنير قلبه وتتأكد المسائل معه مع جزيل ثواب الله عز وجل، ومن بخل بذلك كان بضده
فلا يثبت معه، وإن ثبت لم يثمر).
- ويروي ابن جماعة (1425، ص106) أنه (كان جماعة من السلف يستفيدون من طلبتهم ما ليس عندهم، قال الحميدي وهو تلميذ الشافعي: صحبت الشافعي من مكة إلى مصر فكنت أستفيد منه المسائل وكان يستفيد مني الحديث، وقال أحمد بن حنبل: قال لنا الشافعي: أنتم أعلم بالحديث مني، فإذا صح عندكم الحديث فقولوا لنا حتى آخذ به). ويذكر ابن جماعة (1425،ص144-145) أنه
ينبغي للمعلم أن يأمر المتعلمين (بإعادة الشرح بعد فراغه فيما بينهم ليثبت في أذهانهم ويرسخ في أفهامهم، ولأنه يحثهم على استعمال الفكر ومؤاخذة النفس بطلب التحقيق).
المبدأ الرابع- الممارسة والتطبيق Practice &
Application
يقصد بالممارسة تكرار أسلوب النشاط مع توجيه معزز، ويتضح دور التوجيه
في تصحيح مسار التعلم، إذ لا يكون هناك تكرار للخطأ كما يفيد التعزيز في تحسين
التعلم (عواد وزامل، 2010، ص18)، ويرى هنيسلي hensly
في (بدوي،2009، ص162) أن الممارسة هي الحصول على الخبرة، أما
التطبيق فهو استخدامها.
ويتضح مدى اهتمام التعليم الإسلامي بالممارسة والتطبيق في التغيير الكبير
الذي أحدثه الإسلام في أتباعه، حيث يشير العاني (1420، ص288-313) إلى أن غرس
المبادئ الجديدة والقيم الفاضلة والعادات الحسنة يقتضي جهدا كبيرا وعملا متواصلا،
لأن التوجيه النظري وحده لا يكفي في التغيير إلا إذا أضيف إليه التدريب العملي،
فكان الرسول صلى الله عليه وسلم بالممارسة العملية يترجم توجيهاته التربوية إلى
تطبيقات واقعية، ويعود أصحابه على تعلمها حتى تصبح عادة متأصلة في سلوكهم ومنهجهم
التعبدي، بل في نواحي حياتهم كلها.
وفيما يلي تورد الباحثة بعض الأمثلة
التي تدل على رسوخ هذا المبدأ في التعليم الإسلامي:
- عن أبي عَبْد الرَّحْمَن السلمي قال: "إنما
أخذنا القرآن عَن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يتعلموا ما فيهن
من العمل، قال: فتعلمنا العلم والعمل جميعا" فضائل القرآن وتلاوته للرازي- سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن وقت الصلاة، فكانت إجابته عليه الصلاة والسلام ممارسة وتطبيقا عمليا، حيث قال له: " صَلِّ مَعَنَا هَذَيْنِ يَعْنِي الْيَوْمَيْنِ، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِلَالًا، فَأَذَّنَ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الظُّهْرَ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْمَغْرِبَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْفَجْرَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي، أَمَرَهُ فَأَبْرَدَ بِالظُّهْرِ، فَأَبْرَدَ بِهَا، فَأَنْعَمَ أَنْ يُبْرِدَ بِهَا، وَصَلَّى الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ أَخَّرَهَا فَوْقَ الَّذِي كَانَ، وَصَلَّى الْمَغْرِبَ قَبْلَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ، وَصَلَّى الْعِشَاءَ بَعْدَمَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، وَصَلَّى الْفَجْرَ فَأَسْفَرَ بِهَا، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "وَقْتُ صَلَاتِكُمْ بَيْنَ مَا رَأَيْتُمْ" صحيح مسلم
- عن عُثْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: أَلَا أُرِيكُمْ كَيْفَ كَانَ وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: بَلَى، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَتَمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: وَاعْلَمُوا أَنَّ الْأُذُنَيْنِ مِنَ الرَّأْسِ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ تَحَرَّيْتُ لَكُمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" مسند أحمد
- قال الشافعي: ليس العلم ما حُفظ،
العلم ما نفع (ابن جماعة،1425، ص 85)، ويرى الخطيب البغدادي (1404، ص 14) أن العلم شجرة
والعمل ثمرة، وعلى الإنسان أن يجمع بينهما وإن قل نصيبه منهما، وساق بسنده (ص90)
عن إبراهيم ابن مجمع قال:(كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به).
المبدأ الخامس – التغذية الراجعة
والتعزيزReinforcement
& feedback
يعتمد هذا المبدأ على أن إلمام المتعلم بما يعرفه وتحديد ما لا يعرفه
يؤدي إلى التركيز على التعلم والاستفادة منه (سعادة وآخرون،2006،ص47). ويقصد بالتغذية الراجعة تقديم تعليقات محددة
بشأن صحة (أو عدم صحة) استجابة المتعلم لتعريفه بنتائج
تعلمه مما يساعده على تحسين أدائه، أما التعزيز فهو استخدام المكافآت والعقوبات التي تزيد أو تقلل من احتمال حدوث استجابة
مماثلة في المستقبل (Paxawalup,2010).
ونلاحظ اهتمام التعليم الإسلامي بمبدأ التغذية الراجعة مع التعزيز في
مثل قول الخطيب البغدادي (1417، ص279-284): (إذا أجاب المسؤول بالصواب فعلى الفقيه
أن يعرفه إصابته، ويهنيه بذلك ليزداد في العلم رغبة وبه مسرة... وإذا أخطأ المسؤول
في الجواب فعلى الفقيه أن يعلمه ذلك ليأخذ نفسه بإنعام النظر، ويتحفظ من التقصير
خوف الزلل.. ويجوز مداعبة من أخطأ من أصحابه ليزيل
عنه الخجل بذلك.. وينبغي أن يبين لمن أخطأ خطأه في لين ورفق، من غير عنف ولا خرق).
ومن أمثلة هذا المبدأ في التعليم النبوي:
- عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من أصبح منكم اليوم صائماً ؟ قال أبو بكر: أنا، قال: مَنْ تبِع منكم جنازة
؟ قال أبو بكر: أنا، قال من أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن
عاد منكم اليوم مريضاً ؟ قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما اجتمعن في امرئ إلا أدخله الله الجنة " صحيح مسلم- عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: " يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ ؟ قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:" يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: قُلْتُ: "اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ "، قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ" صحيح مسلم
- مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِياً ارْمُوا وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلَانٍ، قَالَ : فَأَمْسَكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا لَكُمْ لَا تَرْمُونَ، قَالُوا : كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارْمُوا فَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ " صحيح البخاري
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ السَّلَامَ، فَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ، فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ثَلَاثًا، فَقَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ فَمَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ فَعَلِّمْنِي ، قَالَ: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا" صحيح البخاري. يستنتج من هذا الحديث اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بملاحظة أداء أصحابه وتقويمه، كما أنه أتاح الفرصة للمتعلم ليحاول تحسين أدائه بنفسه، حتى شعر بحاجته للمساعدة في ذلك، مما أثار لديه حافز التعلم لتعديل أدائه.
بعد
استعراض الأمثلة السابقة تخلص الباحثة إلى أن التعلم النشط توجه أصيل في التعليم
الإسلامي، كما يمكن - من خلال تحليل
النصوص الواردة في هذا المحور وغيرها من نصوص الكتاب والسنة- استنباط العديد من
أساليب التعليم والتعلم التي تفيد في تطوير تعليم العلوم الشرعية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع:
الزايد، زينب.( 1433).
ممارسة التعلم النشط ومعوقاته في تعليم العلوم الشرعية بالمرحلة الثانوية. رسالة ماجستير غير منشورة. قسم المناهج وطرق
التدريس، كلية التربية، جامعة الملك سعود: الرياض.
السيدة الفاضلة الزايد زينب تحية طيبة وبعد انا طالب باحث جزائري احضر اطروحة دكتوراة بعنوان (التدريس الفعال للعقيدة الاسلامية في المنظومة التربوية الجزائرية على ضوء منهج الوحي... ورايت ملخص رسالتكم (ممارسة التعلم النشط ومعوقاته في تعليم العلوم الشرعية بالمرحلة الثانوية)على النت وهو في صميم الاطروحة.. اذا كان تزويدكم اياي بنسخة الكترونية ممكنا فساكون شاكرا كثيرا لكم.. تحياتي
ردحذفجميل جزاكم الله خيرا
ردحذفجزاكم الله خيرا، مقالة ممتازة، بارك الله فيكم ونفع بكم.
ردحذفأود رؤية دراسة تتناول هذا الموضوع بتوسع، فهل يوجد بالفعل دراسات في هذا الشأن ؟
اوريد معلومات حول اهمية التعليم الاسلامي في اللغة العربية
ردحذفاوريد التواصل معاك ان امكن ذلك جزاكي الله انا اختكي في الله
ردحذفاوريد التواصل معاك ان امكن ذلك جزاكي الله انا اختكي في الله
ردحذفاوريد التواصل معاك ان امكن ذلك جزاكي الله انا اختكي في الله
ردحذفاوريد التواصل معاك ان امكن ذلك جزاكي الله انا اختكي في الله
ردحذفاوريد معلومات حول اهمية التعليم الاسلامي في اللغة العربية
ردحذف