عناية التعليم الإسلامي بمبادئ التعلم النشط
الرسول صلى الله عليه وسلم هو معلم الأمة الأول، ومربيها الأمثل الذي
أخرج جيلا ربانيا عمّر آخرته ودنياه، قال تعالى: "كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ
رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ"
(البقرة: 151)، وقال صلى الله عليه وسلم: "... إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْنِي
مُعَنِّتًا وَلاَ مُتَعَنِّتًا وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا"صحيح مسلم .
ولا شك أن أهم خصائص منهجه التعليمي -عليه
الصلاة والسلام- كونه منهج رباني، قال تعالى:" وَأَنْزَلَ
اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ
وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا" (النساء:113).
وقد
اقتدى المسلمون بالمنهج النبوي، فكان منهم المعلمون المربون الذين أبدعوا فكرا
تربويا خلاقا، يراعي معطيات عصرهم مع استناده إلى مبادئ دينهم.
ونظرا لتنوع أساليب التعليم والتعلم في القرآن والسنة، فإن معظم
نظريات التعلم الحديثة لها أساس فيهما بغض النظر عن المصطلحات، ولا يعني هذا أن
تطوع النصوص لتتوافق مع هذه النظريات، بل لا بد أن يحفزنا ذلك إلى تدبر القرآن
والسنة لنستخرج ما فيهما من أساليب تربوية غفلنا عنها، وسبقنا الآخرون إلى
اكتشافها عن طريق التجربة وإعمال العقل.
والتعلم
النشط - من حيث الفكرة دون المصطلح - يبدو واضحا لمن يتأمل أساليب التعليم في
القرآن والسنة، لذلك ستتناول الباحثة في هذا المحور اهتمام التعليم الإسلامي
بمبادئ التعلم النشط التالية (سعادة وآخرون، 2006، ص47)، (بدير، 2008، ص37)، (بدوي،
2009، ص161-162):
المعرفة
السابقة للمتعلم، التفاعل الإيجابي، التعاون، الممارسة والتطبيق، التعزيز والتغذية
الراجعة، وذلك من خلال استعراض بعض الأمثلة من القرآن والسنة وأقوال بعض أئمة
الفكر التربوي الإسلامي.